
مما لا شك فيه أنّ زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية يُمكن وصفها بالكارثة لما لها من نتائج سلبيّة على الفتيات، وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بالفشل مع وجود طفل أو أكثر مع فتاة لا تعرف كيفيّة تربيتهم، وينتشر هذا الزواج في المناطق الريفيّة بشكل خاصّ ولكن نسبة هذا الزواج تتفاوت من دولة إلى أخرى فمصر واليمن تتصدّران أعلى المراتب في زواج القاصرات بسبب الفقر والبطالة اللذان يدفعان الأهالي إلى تزويج بناتهم بمقابل ماديّ سخيّ وقد يكون تفشّي الجهل من أهمّ أسباب موافقة الأهل على هذا الزواج على اعتبار أنّه ستر للفتاة مهما بلغ عمرها.
v إيجابيّات زواج القاصر :
· يرى البعض أنّ هُناك أموراً تُعدّ إيجابيةً في الزّواج المُبكر، أو ما تُسمّيه بعض الدول زواج الأطفال، أبرزها ما يأتي:
· إزالة الخوف من العنوسة.
· زيادة فُرص الخصوبة والإنجاب؛ إذ كُلّما زاد سنّ الفتاة قلّت خصوبتها، وبذلك تقلّ فُرصُها في الحمل والإنجاب.
· تقليل الزّواج المُبكر فرق العُمر بين الآباء والأبناء، وقد يزيد ذلك نسبة التفاهم والانسجام بينهم، ورؤية الأهل أطفالَهم وهم يُكوّنون أُسرًا وينجبون أطفالاً.
· الحدّ من تفشّي حالات المُعاشرة قبل الزّواج في المُجتمع.
v سلبيات الزواج من القاصر :
القاصرة هي كل فتاة لم تبلغ الثمانية عشر عاماً حسب القانون الدولي، وهي تعتبر كذلك في معظم الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ولا يحقّ لها الزواج قبل هذا السنّ ولكن للأسف هناك أساليب تُتخذ لتزوير الأوراق الرسميّة وإتمام هذا الزواج الذي له العديد من السلبيّات على الأسرة والمجتمع أيضاً، وقد اعتبرت الأمم المتّحدة أنّ هذا الزواج هو اعتداء على حقوق الطفل الذي من حقّه التعليم وممارسة حياته المناسبة لعمره، أمّا القاصر في الشرع هي من لم تبلغ سنّ الحيض، وتتلخّص سلبيات هذا الزواج فيما يلي:
· تكون أعضاء الفتاة التناسلية في هذه الفترة غير مُكتملة مئة بالمئة لتحمّل مشاق الحمل، ممّا يُعرضها إلى الكثير من المخاطر خلال الزواج وخلال الحمل كاضطرابات الحمل مثل السكري والضغط، وقد أشارت الدراسات إلى وجود نسبة كبيرة من الأطفال ذوي التشوّهات الخلقية بسبب صِغر سنّ الأم هذا عدا عن ولادة الأطفال الخُدِّج، وكذلك نسبة عالية من الأطفال الذين يموتون قبل الولادة، وأيضاً هناك نسبة وفيات بين الأمهات الصغيرات خلال الولادة نظراً لعدم تحمُّل أجسامهن للحمل والولادة، وفي الغالب تتجه الفتاة الحامل الى إجراء العمليّة القيصريّة للولادة وذلك لأنّ طبيعة جسمها غير مستعدة للولادة الطبيعية.
· لهذا الزواج آثار نفسيّة على الفتاة التي يتمّ حرمانها من التعليم والاستمتاع بالمرحلة التي تعيشها وفي بعض الدول يتمّ تزويج الفتاة في عمر الثامنة والتاسعة مما يحرم هؤلاء الفتيات من عيش طفولتهن.
· عدم نضوج عقل الفتاة والذي يجعلها لا تعرف كيف تتصرف مع زوجها وخاصّةً إن كان فرق السن بينها وبين زوجها كبيراً فكيف لها أنّ تتصرف مع رجل فُرض عليها وهو في عُمر والدها؟
· قد يلجأ الرجل إلى الزواج بالفتاة الصغيرة لفترة مُؤقتة وخلال هذه الفترة يُصبح تعامله معها وكأنّها خادمة له وليست زوجة.
v طرق الحد من زواج القاصرات :
· يجب أن يكون هناك أسس وتدابير واضحةٌ ومُتَّفقٌ عليها بين الدّول؛ لضمان الحدّ من حالات الزّواج المُبكر، والتأكيد على حصول الفتاة على كامل حقوقها كطفلةٍ، واتّخاذ إجراءاتٍ ضدّ الانتهاكات التي تحدُث في حقّها عن طريق ما يأتي:
تحديد أهداف وخطط، ورسم استراتيجيّات لمعالجة حقوق الأطفال، وفقًا لاتّفاقية حقوق الطفل، والقضاء على المواقف والممارسات الثقافيّة السلبيّة ضدّ الفتيات. إيجاد دعم اجتماعيٍّ؛ لإنفاذ القوانين الخاصّة بالحدّ الأدنى للزّواج، ولا سيّما عن طريق توفير فُرص التعليم للفتيات. إيلاء اهتمام جدّي بحقوق الفتيات، واتّخاذ الإجراءات التي تستلزم حمايتهنّ من الاستغلال بأنواعه المُختلفة. تحقيق المُساواة بين الجنسين في سنّ مبكر، داخل الأسرة والمجتمع. كفالة مُشاركة الفتيات دون تمييز في الحياة الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة. سنّ قوانين تكفل الحدّ من الزّواج المُبكر، ورفع الحدّ الأدنى لسنّ الزّواج إذا لزم الأمر، وإنفاذ هذه القوانين. إزالة العواقب جميعها التي تعترض تمكين الفتيات، وتشجيعهنّ على تطوير إمكانيّاتهنّ ومهاراتهنّ. إعادة النّظر في الوسائل التي تكفل للنّساء المتزوّجات مواصلة تعليمهنّ.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يفيدنا كثيرا