القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

ما هي مقاييس الحزن في عينك ؟
أتعجّب كثيرًا من رُؤيتي لشخصٍ يُخبر أحدًا
 أنّهُ لا بأس إن خُذلَ أو تُركَ أو خابَت آمالُه في شخصٍ واحد، وأنّ هذا لا يستحق الحُزن ويَقُصّ عليهِ أنّ غيرَهُ قد خُذِلَ من أكثر من شخص وأكثر من موضِع وتعرّض للكثير من البلائاتِ 
وأنّ حُزنك وألمَك مُقارنةً بهِ لا يستويان مثلًا!
مَتىٰ كان الحزنُ يُقاس هكذا!
مَتىٰ كُنا نتعامل مع الحُزن والآلام على أنّها مُعادلة فيزيائِيّة يرتبط إحدَى أطرافُها بالطرفِ الآخر
فكُلّما زاد عدد الخيبات والتعثُّرات يزداد الحُزن والاكتئاب، وإن كانَ قليلًا فلَا داعي لذِكرِه من الأساس!

ماذا لو أنّ هذا الذي خُذِلَ منهُ كان بمثابة العالم لهُ!، فلَا حاجةَ لهُ أن يُخذَل من أحدٍ آخر وقد خذلهُ العالم!
ماذا لو أنّهُ كان موضع الطمأنينة الوحِيد والوِجهة الآمِنة الأكثر سلامًا ودِفئًا بالنسبة له! فـ باتَ مُشرّدًا بغيرِ مأوىٰ ولا ملجأ!
ماذا لو أنّهُ تُرِكَ من الشخصِ الذي كان لا يريد سِواه وكُسِرَ قلبُه من هذا الذي ما أعطىٰ لأحدٍ قلبَه إلا إيّاه!، أصابَه النّدم على تلكَ المُجازفة الّتي أدّت بهِ إلى التهلُكة!
ماذا لو خابَ ظنّهُ في الشخص الوحيد الذي ما ظن حسنًا ولا توسّم خيرًا وحُبًّا في غيرِهِ!، فـ أصبحَ الكونُ ظلامًا وباهتًا لا حياةَ فيهِ ولا لَون ولا جميلٍ يُذكَر!

لا تحقرنّ ألمًا ولا تسخرنّ من بلاءٍ، كُلٌّ مِنّا يدرِي ما الذي يستحق أن يتألّمَ لِأجله وما لا يستحِق
كُلٌّ مِنّا لهُ عالمَهُ الذّي يدعُو ويتوسّل لربّهِ دائِمًا ألا يُبتلَىٰ فيه ويتجرّع ألَم فُقدانِه!

كُلٌّ مِنّا أدرىٰ وأعلَم بقلبِه!

الكاتبه - رنا خالد.

تعليقات