القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

جاء آخر الليل و بقدومه قدمت كل الأفكار و الأحداث التي مرت عليّ في
 
أوقات مختلفة، لا أعرف من أين تأتي هذه الأفكار، كنت أفسر قدومها
 
بظهور القمر و تلألأه في كبد السماء ولكن الليلة قد اعتذر القمر عن
 
الحضور فهاهي السماء حالكة السواد لولا وجود هذه النقاط الصغيرة
 
فيها،-آه- لقد حصلت تفسير لمصدر هذه الأفكار، إن مصدرها تلك النقاط
 
الصغيرة التي تتلألأ في السماء؛ فهاهي الكلمات و الصور أراها
 
مرسومة في السماء بتجمع تلك النقط، فهاهي أمي التي فقدتها منذ يومين
 
أراها و قد ارتسمت عيناها الواسعتان في كبد السماء ، كم أحببتها عندما 
 
تمسح الدموع الحارقة من على وجنتي وتضع يدها على رأسي و
 
تضمني إلى صدرها، كم أحببتها عندما تلثم وجهي بالقبلات عند ذهابي
 
إلى المدرسة و نظرتها المشتاقة خائفة من عدم عودتي للديار، و لكنني
 
عندما عدت للديار وكنت فرحة متلهفة لأريها زي التخرج الذي استلمناه
 
ذلك اليوم، عندها صدمت عندما عرفت بأنها رحلت عني، ذهبت إلى
 
خالقها وتركتني بين ظلمة الليل بلا أنيس، لقد اشتقت إلى أحاديثها
 
وضحكاتها، من يحل مكانها وقد قل مثيلها، لا أحد..لا أحد، سوف أترك 
 
هذه الدار..سأذهب إلى دار أمي وسأنام الليلة على سريرها لأشم
 
رائحتها، فلم يبقى منها شيء غير رائحتها الطيبة وذكراها التي أراها
 
كخناجر تقطع قلبي. لابد أنها وحيدة الآن ومشتاقة لي في تلك الغرفة
 
الدامسة الظلام، ولكنني سوف أذهب إليها ولن أتركها وحيدة فيها
 
إنني قادمة يا أمي.


 

تعليقات